| كتاب التوابين | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:37 pm | |
| كتاب التوابين
موفق الدين عبدالله بن قدامه
عدل سابقا من قبل ود الموية في الخميس أبريل 17, 2008 1:55 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:39 pm | |
| ذكر التوابين من الملائكة عليهم السلام 1 - قصة هاروت وماروت أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن النقور رحمه الله أنبأ الأمين أبو طالب عبد القادر بن محمد اليوسفي أنبأ ابن المذهب أنبأ أبو بكر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبي رحمة الله ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة أي ربنا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون البقرة 30 قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله تعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض فتنظروا كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها قالت لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك فقالا لا والله لا نشرك بالله شيئا أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا لا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا حتى سكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئا مما أبيتماه إلا فعلتماه حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا أخبرنا أبو العباس أحمد بن المبارك بن سعد أنا جدي لأمي أبو المعالي ثابت بن بندار أنا أبو علي بن دوما أنا أبو علي الباقرحي أنا الحسن بن علويه أنا إسماعيل أنا إسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحاك عن مكحول عن معاذ قال لما أن أفاقا جاءهما جبريل عليه السلام من عند الله عز وجل وهما يبكيان فبكى معهما وقال لهما ما هذه البلية التي أجحف بكما بلاؤها وشقاؤها فبكيا إليه فقال لهما إن ربكما يخيركما بين عذاب الدنيا وأن تكونا عنده في الآخرة في مشيئته إن شاء عذبكما وإن شاء رحمكما وإن شئتما عذاب الآخرة فعلما أن الدنيا منقطعة وأن الآخرة دائمة وأن الله بعباده رؤوف رحيم فاختارا عذاب الدنيا وأن يكونا في المشيئة عند الله قال فهما ببابل فارس معلقين بين جبلين في غار تحت الأرض يعذبان كل يوم طرفي النهار إلى الصيحة ولما رأت ذلك الملائكة خفقت بأجنحتها في البيت ثم قالوا اللهم اغفر لولد آدم عجبا كيف يعبدون الله ويطيعونه على ما لهم من الشهوات واللذات وقال الكلبي فاستغفرت الملائكة بعد ذلك لولد آدم فذلك قوله سبحانه والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض الشورى 5 وروي عن ابن عباس أن الله تعالى قال للملائكة انتخبوا ثلاثة من أفاضلكم فانتخبوا عزرا وعزرايل حديث وعزويا عند فكانوا إذا هبطوا إلى الأرض كانوا في حد بني آدم وطبائعهم فلما رأى ذلك عزرا وعرف الفتنة علم أن لا طاقة له فاستغفر ربه عز وجل واستقاله فأقاله فروي أنه لم يرفع رأسه بعد حياء من الله تعالى قال الربيع بن أنس لما ذهب عن هاروت وماروت السكر عرفا ما وقعا فيه من الخطيئة وندما وأرادا أن يصعدا إلى السماء فلم يستطيعا ولم يؤذن لهما فبكيا بكاء طويلا وضاقا لأنه ذرعا بأمرهما ثم أتيا إدريس عليه السلام وقالا له ادع لنا ربك فإنا سمعنا بك تذكر بخير في السماء فدعا لهما فاستجيب له وخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة وروي أن الملائكة لما قالوا لله تبارك وتعالى أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء البقرة 30 طافوا حول العرش أربعة آلاف عام يعتذرون إلى الله عز وجل من اعتراضهم | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:40 pm | |
| ذكر التوابين من الأنبياء عليهم السلام 2 - توبة آدم عليه السلام أخبرنا أبو الفضل مسعود بن عبيدالله بن النادر قال أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنا أبو بكر محمد بن علي الخياط أنا أبو عبد الله بن دوست ثنا الحسين بن صفوان ثنا ابن أبي الدنيا ثنا يعقوب بن إسحاق بن دينار ثنا محمد بن معاذ العنبري عن ابن السماك قال حدثني عمر بن ذر عن مجاهد أن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة تساقط عنه جميع زينة الجنة ولم يبق عليه من زينتها إلا التاج والإكليل وجعل لا يستتر بشئ من ورق الجنة إلا سقط عنه فالتفت إلى حواء باكيا وقال استعدي للخروج من جوار الله هذا أول شؤم المعصية قالت يا آدم ما ظننت أن أحدا يحلف بالله كاذبا وذلك أن إبليس قاسمهما على الشجرة وآدم في الجنة هاربا استحياء من رب العالمين فتعلقت به شجرة ببعض أغصانها فظن آدم أنه قد عوجل بالعقوبة فنكس رأسه يقول العفو العفو فقال الله عز وجل يا آدم أفرارا مني قال بل حياء منك سيدي فأوحى الله إلى الملكين أن أخرجا آدم وحواء من جواري فإنهما قد عصياني فنزع جبريل عليه السلام التاج عن رأسه وحل ميكائيل عليه السلام الإكليل عن جبينه فلما هبط من ملكوت القدس إلى دار الجوع والمسغبة بكى على خطيئته مائة سنة قد رمى برأسه على ركبتيه حتى نبتت الأرض عشبا وأشجارا من دموعه حتى نقع الدمع في نقر الجلاميد وأقعيتها أخبرنا أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو علي بن عيسى بن محمد الطوماري أنبأ محمد بن أحمد بن البراء أنبأ عبد المنعم بن إدريس أنبأ أبي عن وهب بن منبه أن آدم عليه السلام لبث في السخطة سبعة أيام ثم إن الله تعالى أطلعه في اليوم السابع وهو منكس محزون كظيم فأوحى الله إليه يا آدم ما هذا الجهد الذي أراك فيه اليوم وما هذه البلية التي قد أجحف بك بلاؤها وشقاؤها قال آدم عظمت مصيبتي يا إلهي وأحاطت بي خطيئتي وخرجت من ملكوت ربي فأصبحت في دار الهوان بعد الكرامة وفي دار الشقاوة بعد السعادة وفي دار العناء والنصب بعد الخفض والدعة وفي دار البلاء بعد العافية وفي دار الظعن والزوال بعد القرار والطمأنينة وفي دار الفناء بعد الخلد والبقاء وفي دار الغرور بعد الأمن إلهي فكيف لا أبكي على خطيئتي أم كيف لا تحزنني نفسي أم كيف لي أن أجتبر هذه البلية والمصيبة يا إلهي قال الله تعالى له ألم أصطفك يا لنفسي وأحللتك داري واصطفيتك على خلقي وخصصتك بكرامتي وألقيت عليك محبتي وحذرتك لو سخطي ألم أباشرك بيدي وأنفخ يكون فيك من روحي وأسجد لك ملائكتي ألم تك جاري في بحبوحة جنتي تتبوأ حيث تشاء من كرامتي فعصيت أمري ونسيت عهدي وضيعت وصيتي فكيف تستنكر نقمتي فوعزتي وجلالي لو ملأت الأرض رجالا كلهم مثلك يسبحون الليل والنهار لا يفترون ثم عصوني لأنزلتهم منازل العاصين وإني قد رحمت ضعفك وأقلتك عثرتك وقبلت توبتك وسمعت تضرعك وغفرت ذنبك فقل لاإله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك ظلمت نفسي وعملت السوء فتب علي إنك أنت التواب الرحيم فقالها آدم ثم قال له ربه قل لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم فقالها آدم ثم قال له ربه قل لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك ظلمت نفسي وعملت السوء فارحمني إنك أرحم الراحمين قال وكان آدم قد اشتد بكاؤه وحزنه لما كان من عظم المصيبة حتى إن كانت الملائكة لتحزن لحزنه وتبكي لبكائه فبكى على الجنة مائتي سنة فبعث الله إليه بخيمة من خيام الجنة فوضعها له في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:40 pm | |
| 3 - توبة نوح عليه السلام أخبرنا أبو الحسن علي بن عساكر أنا عبد القادر بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أنا أبو بكر القطيعي ثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا وهيب بن الورد قال لما عاتب الله تعالى نوحا في ابنه فأنزل عليه إني أعظك أن تكون من الجاهلين هود 46 قال فبكى ثلاثمائة عام حتى صار تحت عينيه مثل الجداول من البكاء | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:40 pm | |
| 4 - توبة موسى عليه السلام أخبرنا أحمد بن المبارك أنا جدي ثابت أنا أبو علي بن دوما أنا مخلد بن جعفر أنا الحسن بن علويه أنا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر أنا أبو إلياس عن وهب بن منبه قال لما سمع موسى عليه السلام كلام ربه عز وجل طمع في رؤيته فقال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني الأعراف 143 قال محمد بن إسحاق حدثني بعض من لا أتهم قال قال الله تعالى يا ابن عمران إنه لا يراني أحد فيحيا قال موسى رب لا شريك لك إني أن أراك وأموت أحب إلي من أن لا أراك وأحيا رب أتمم علي نعماك وفضلك وإحسانك بهذا الذي أسألك وأموت على أثر ذلك قال وأخبرنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال لما رأى الله الرحيم بخلقه من حرص موسى على أن يعطيه سؤله قال انطلق فانظر الحجر الذي في رأس الجبل فاجلس عليه فإني مهبط عليك جندي ففعل موسى فلما استوى عليه عرض الله تعالى عليه جنود سبع سماوات فأمر ملائكة سماء الدنيا أن يعرضوا عليه فمروا بموسى عليه السلام ولهم أصوات مرتفعة بالتسبيح والتهليل كصوت الرعد الشديد ثم أمر ملائكة السماء الثانية أن يعرضوا عليه ففعلوا فمروا به على ألوان شتى ذوو وجوه وأجنحة منهم ألوان الأسد رافعي أصواتهم بالتسبيح ففزع موسى منهم وقال أي رب إني ندمت على مسألتي رب هل أنت منجي من مكاني الذي أنا فيه قال له رأس الملائكة يا موسى اصبر على ما سألت فقليل من كثير ما رأيت ثم أمر الله ملائكة السماء الثالثة أن اهبطوا فاعترضوا على موسى فأقبل ما لا يحصى عددهم على ألوان شتى ألوانهم كلهب النار لهم بالتسبيح والتهليل زجل فاشتد فزع موسى عليه السلام وساء ظنه ويئس من الحياة فقال له رأس الملائكة يا ابن عمران اصبر حتى ترى ما لا تصبر عليه ثم أوحى الله تعالى إلى ملائكة السماء الرابعة أن اهبطوا إلى موسى بالتسبيح فهبطوا ألوانهم كلهب النار وسائر خلقهم كالثلج لهم أصوات عالية بالتسبيح والتقديس لا تشبه أصوات الذين مروا به فقال له رأس الملائكة يا موسى اصبر على ما سألت فكذلك أهل كل سماء إلى السماء السابعة ينزلون إليه بألوان مختلفة وأبدان مختلفة وأقبلت ملائكة يخطف نورهم الأبصار ومعهم حراب الحربة كالنخلة الطويلة العظيمة كأنها نار أشد ضوءا من الشمس وموسى عليه السلام يبكي رافعا صوته يقول يا رب اذكرني ولا تنسني أنا عبدك ما أظن أن أنجو مما أنا فيه إن خرجت احترقت وإن مكثت مت قال له رأس الملائكة قد أوشكت أن تمتلئ خوفا وينخلع قلبك هذا الذي جلست لتنظر إليه قال ونزل جبريل وميكائيل وإسرافيل ومن في سبع سماوات وحملة العرش والكرسي وأقبلوا عليه يقولون يا خاطئ ابن الخاطئ ما الذي رقاك إلى هاهنا وكيف اجترأت أن تسأل ربك أن تنظر إليه وموسى عليه السلام يبكي وقد اصطكت ركبتاه وتخلعت مع مفاصله فلما رأى الله عز وجل ذلك من عبده أراه قائمة عرشه فتعلق بها فاطمأن قلبه فقال له إسرافيل يا موسى والله إنا لنحن رؤساء الملائكة لم نرفع أبصارنا نحو العرش منذ خلقنا خوفا وفرقا فما حملك أيها العبد الضعيف على هذا فقال موسى يا إسرافيل وقد اطمأن أحببت أن اعرف من عظمة ربي ما عرفت ثم أوحى الله عز وجل للسماوات إني متجل للجبل فارتعدت السماوات والأرض والجبال والشمس والقمر والنجوم والسحاب والجنة والنار والملائكة والبحار وخروا كلهم سجدا وموسى ينظر إلى الجبل فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا الأعراف 143 ميتا من نور رب العزة جل وعلا فوقع عن الحجر وانقلب عليه فصار عليه مثل القبة لئلا يحترق قال الحسن فبعث الله تعالى جبريل عليه السلام فقلب الحجر عن موسى وأقامه فقام موسى عليه السلام فقال سبحانك تبت إليك الأعراف 143 مما سألت وأنا أول المؤمنين الأعراف 143 أي أنا أول من آمن أنه لا ينظر إليك أحد إلا مات وقيل أنا أول من آمن أنه لا يراك أحد في الدنيا | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:41 pm | |
| 5 - توبة داود عليه السلام أخبرنا أحمد بن المبارك قال أنبأ ثابت أنا أبو علي أنا مخلد أنا الحسن بن علي أنا إسماعيل أنا إسحاق قال وأنبأ الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان داود عليه السلام قد قسم الدهر على أربعة أقسام فيوم لبني إسرائيل يدارسهم العلم ويدارسونه سعيد ويوم للمحراب ويوم للقضاء ويوم للنساء فبينا هو مع بني إسرائيل يدارسهم إذ قال بعضهم لا يأتي على ابن آدم يوم إلا يصيب فيه ذنبا فقال داود في نفسه اليوم الذي أخلو فيه للمحراب تتنحى عني الخطيئة فأوحى الله إليه يا داود خذ حذرك حتى لا ترى بلاءك قال إسحاق وأخبرنا ابن بشر عن قتادة عن الحسن قال فبينا هو في محرابه منكب على الزبور يقرؤها إذ دخل عليه طائر من الكوة فوقع بين يديه جسده من ذهب وجناحاه من ديباج مكلل بالدر ومنقاره بكر زبرجد وقوائمه فيروزج فوقع بين يديه فنظر إليه فحسب أنه من طير الجنة فجعل يتعجب من حسنه وكان له ابن صغير فقال لو أخذت هذا فنظر إليه ابني فأهوى إليه فتباعد منه ويطمعه أحيانا من نفسه حتى تكاد تقع يده عليه فتباعد منه أيضا فما زال كذلك يدنو ويتباعد حتى قام من مجلسه وأطبق الزبور فطلبه فوقع في الكوة فطلبه في الكوة فرمى بنفسه في بستان فاطلع داود فإذا بامرأة تغتسل قال قتادة عن بلال بن حسان فأخرج رأسه من الكوة فإذا هو بإمرأة تغتسل فنظر إلى أحسن خلق الله ونظرت المرأة وإذا وجه رجل فنشرت شعرها فغطت جسدها رجع إلى حديث الحسن قال فزاده ذلك إعجابا بها فرجع إلى مكانه وفي نفسه منها ما في نفسه فبعث لينظر من هي فرجع إليه الرسول فقال هي تشايع ابنة حنانا وزوجها أوريا ابن صورا وهو في البلقاء مع ابن أخت داود محاصري قلعة فكتب داود إلى ابن أخته كتابا إذا جاءك كتابي هذا فمر أوريا بن صورا فليحمل التابوت وليتقدم أمام الجيش وكان الذي يتقدم لا يرجع حتى يقتل أو يفتح الله عليه فدعا صاحب الجيش أوريا فقرأ عليه الكتاب فقال سمعا وطاعة فحمل التابوت وسار وسار أمام أصحابه فقتل وكتب ابن أخت داود بذلك إلى داود فلما انقضت عدة المرأة أرسل إليها داود فخطبها قال وأخبرنا سعيد عن قتادة عن الحسن قال إن داود لما تزوج تشايع بنت حنانا وكان يخلو للعبادة في المحراب فبينا هو في المحراب إذ سمع صوتا عاليا ثم تسور عليه رجلان حتى اقتحما عليه فلما رآهما فزع منها قالا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض يعني اعتدي بعضنا على بعض فظلمه فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط يعني لا تجر واهدنا إلى سواء الصراط يعني إلى قصد السبيل فقال داود قصا علي قصتكما قال إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب يعني قهرني وظلمني وأخذ نعجتي فضمها إلى نعاجه وعزني في الخطاب يعني إذا تكلم كان أبلغ في المخاطبة مني وإذا دعا كان أسرع إجابة مني وإذا خرج كان يعني أكثر تبعا مني فقال داود لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم سورة ص 24 21 قال فضحك المدعى عليه فقال داود تظلم وتضحك ما أحوجك إلى قدوم يرض منك هذه وهذه يعني جبهته وفاه قال الملك بل أنت أحوج إلى ذلك منه وارتفعا وفي رواية قال فتحولا في صورتهما وعرجا وهما يقولان قضى الرجل على نفسه وعلم داود أنه إنما عني به هو فخر ساجدا أربعين يوما لا يرفع رأسه إلا لحاجة لا بد منها ثم يعود فيسجد لا يأكل ولا يشرب وهو يبكي حتى نبت العشب حول رأسه وهو ينادي ربه عز وجل ويسأله التوبة وكان يقول في سجوده سبحان خالق النور الحائل بين القلوب سبحان خالق النور إلهي خليت بيني وبين عدوي إبليس فلم أقم لفتنته إذ نزلت بي سبحان خالق النور إلهي لم أفارق الزبور ولم أتعظ بما وعظت به غيري إلهي أمرتني أن أكون لليتيم كالأب الرحيم وللأرملة كالزوج الرحيم فنسيت عهدك سبحان خالق النور إلهي بأي عين أنظر إليك يوم القيامة وإنما الظالمون من طرف خفي سبحان خالق النور إلهي الويل لداود من الذنب العظيم الذي أصاب سبحان خالق النور إلهي الويل لداود إذا كشف عنه الغطاء فيقال هذا داود الخاطئ سبحان خالق النور إلهي أنت المغيث وأنا المستغيث فمن يدعو المستغيث إلا المغيث سبحان خالق النور إلهي إليك فررت بذنوبي واعترفت بخطيئتي فلا تجعلني من القانطين ولا تخزني يوم الدين في مناجاة كثيرة قال فأتاه نداء أجائع أنت فتطعم أظمآن قد أنت فتسقى أمظلوم أنت فتنصر ولم يجبه في ذكر خطيئته قال فصاح صيحة هاج ما حوله ثم نادى يا رب الذنب الذي أصبت فنودي يا داود ارفع رأسك فقد غفرت لك قال وأخبرنا أبو إلياس عن وهب بن منبه أن داود أتى قبر أوريا فقام عنده وجعل التراب على رأسه ثم نادى فقال الويل لداود ثم الويل الطويل لداود سبحان خالق النور الويل لداود ثم الويل لداود إذا نصبت الموازين سبحان خالق النور الويل لداود ثم الويل الطويل لداود يوم يقتص للمظلوم من الظالم سبحان خالق النور الويل لداود ثم الويل الطويل لداود يوم يسحب على وجهه مع الخاطئين إلى النار سبحان خالق النور الويل لداود ثم الويل الطويل لداود قال فأتاه نداء من السماء يا داود قد غفرت لك ذنبك ورحمت بكاءك وأقلت عثرتك قال يا رب كيف تعفو عني وصاحبي لم يعف عني قال يا داود أعطيه يوم القيامة من الثواب ما لم تر عيناه ولم تسمع أذناه فأقول رضي عبدي فيقول يا رب من أين لي هذا ولم يبلغه عملي فأقول له هذا عوض من عبدي داود فأستوهبك منه فيهبك لي قال يا رب الآن عرفت أنك قد غفرت لي | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:41 pm | |
| 6 - توبة سليمان عليه السلام قال إسحاق وأخبرنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال كان سليمان عليه السلام رجلا غزاء يغزو في البر والبحر فسمع بملك في جزيرة من جزائر البحر فركب سليمان الريح وجنوده من الجن والإنس حتى نزل تلك الجزيرة فقتل ملكها وسبى من فيها وأصاب جارية لم ير مثلها حسنا وجمالا وكانت ابنة ذلك الملك فاصطفاها لنفسه فكان يجد بها ما لا يجد بأحد وكان يؤثرها على جميع نسائه فدخل عليها يوما فقالت إني أذكر أبي وملكه وما أصابه فيحزنني ذلك فإن رأيت أن تأمر بعض الشياطين فيصورون وفي لي صورة أبي في داري فأراه بكرة وعشيا رجوت أن يذهب عني حزني ويسلي عني بعض ما أجد في نفسي فأمر سليمان صخرا المارد فمثل لها أباها في هيئته في ناحية دارها لا تنكر منه شيئا إلا أنه لا روح فيه فعمدت إليه فزينته وألبسته حتى تركته في هيئة أبيها ولباسه فإذا خرج سليمان عليه السلام من دارها تغدو عليه كل غدوة مع جواريها فتطيبه كل وتسجد له وتسجد جواريها وتروح بمثله وسليمان لا علم له بذلك حتى أتى لذلك أربعون يوما وبلغ الناس وبلغ آصف بن برخيا وكان صديقا له فدخل عليه فقال يا نبي الله قد أحببت أن أقوم مقاما أذكر فيه من مضى من أنبياء اللة وأثني عليهم بعلمي فيهم قال فجمع سليمان الناس فقام فيهم فذكر من مضى من أنبياء الله وأثنى على كل نبي بما فيه وذكر ما فضلهم الله به حتى انتهى إلى سليمان فذكر فضله وما أعطاه الله في حداثة سنه وصغره ثم سكت فامتلأ سليمان غيظا فلما دخل أرسل إليه فأتاه فقال يا آصف ذكرت من مضى من أنبياء الله فأثنيت عليهم بما كانوا عليه في زمانهم كله فلما ذكرتني جعلت تثني علي بخير في صغري وسكت عما سوى ذلك من أمري في كبري فما الذي أحدثت في كبري قال أحدثت أن غير الله يعبد في دارك منذ أربعين يوما في هوى امرأة قال في داري قال في دارك قال إنا لله وإنا إليه راجعون عرفت ما قلت هذا إلا عن شئ بلغك ثم رجع إلى داره وكسر ذلك الصنم وعاقب تلك المرأة وولائدها ثم دعا بثياب الطهر فلبسها ثم خرج إلى فلاة من الأرض ففرش له الرماد ثم أقبل تائبا إلى الله تعالى فجلس على ذلك الرماد يتمعك فيه متذللا متضرعا يبكي ويستغفر الله ويقول يا رب ما هذا بلاؤك عند آل داود أن يعبدوا غيرك وأن يقروا في دارهم وأهلهم عبادة غيرك فلم يزل كذلك حتى أمسى ثم رجع وكانت له جارية سماها الأمينة وكان إذا أتى الخلاء أو أراد إتيان إمرأة وضع خاتمه عندها وكان لا يمسه إلا وهو طاهر وكان الله تعالى جعل ملكه في خاتمه قال وهب فجاء يوما يريد الوضوء فدفع الخاتم إليها وجاء صخر المارد فسبق سليمان فدخل المتوضأ فدخل سليمان لحاجته وخرج الشيطان على صورة سليمان ينفض لحيته من الوضوء لا تنكر من سليمان شيئا فقال خاتمي يا أمينة فناولته إياه لا تحسب إلا أنه سليمان فجعله في يده ثم جاء حتى جلس على سرير سليمان وعكف عليه الطير والجن والإنس وخرج سليمان فقال للأمينة خاتمي قالت ومن أنت قال أنا سليمان بن داود وقد تغير عن حاله وذهب عنه بهاؤه قالت كذبت إن سليمان قد أخذ خاتمه وهو جالس على سريره في ملكه فعرف سليمان أن خطيئته قد أدركته قال الحسن فخرج سليمان هاربا مخافة على نفسه فمضى على وجهه بغير حذاء ولا قلنسوة في قميص وإزار فمر بباب شارع على الطريق وقد جهده الجوع والعطش والحر فأتى الباب فقرعه فخرجت امرأة فقالت ما حاجتك فقال ضيافة ساعة فقد ترين ما أصابني من الحر والرمضاء قد احترقت رجلاي وبلغ مجهودي من الجوع والعطش قالت المرأة زوجي غائب وليس يسعني أن أدخل رجلا غريبا علي فادخل البستان فإن فيه ماء وثمارا فأصب من ثماره وتبرد فيه فإذا جاء زوجي استأذنته في ضيافتك فإن أذن لي فذاك وإن أبى أصبت ما رزق الله ومضيت فدخل البستان فاغتسل ووضع رأسه فنام فآذاه الذباب فجاءت حية سوداء فأخذت ريحانة من البستان بفيها وجاءت سليمان فجعلت تذب عنه الذباب حتى جاء زوج المرأة فقصت عليه القصة فدخل إلى سليمان فلما رأى الحية وصنيعها دعا امرأته فقال لها تعالي فانظري إلى العجب فنظرت ثم مشيا إليه فأيقظاه ثم قالا له يا فتى هذا منزلنا لا يسعنا شئ يعجزك وهذه ابنتي قد زوجتكها وكانت من أجمل نساء زمانها فتزوجها وأقام عندهم ثلاثا ثم قال لا يسعني إلا طلب المعيشة لي ولأهلي فانطلق إلى الصيادين فقال لهم هل لكم في رجل يكون معكم يعينكم وترضخون % له من صيدكم فلا وكل يأتيه الله برزقه فقالوا قد انقطع عنا الصيد وليس عندنا فضل نعطيكه فمضى إلى غيرهم فقال لهم مثل هذه المقالة فقالوا له نعم وكرامة نواسيك بما عندنا فأقام عندهم يختلف كل ليلة إلى أهله بما أصاب من الصيد حتى أنكر الناس قضاء سليمان وفعاله فلما رأى الخبيث أن الناس قد فطنوا له انطلق بالخاتم فألقاه في البحر قال الحسن أمسك الخاتم أربعين يوما وروي أنه قعد على كرسي سليمان فاجتمع له الجن والإنس والشياطين وملك كل شئ كان يملكه سليمان عليه السلام إلا أنه لم يسلط على نسائه وخرج سليمان يسأل الناس ويتضيفهم منه ويقوم على باب الرجل والمرأة ويقول أطعموني فإني سليمان بن داود فيطردونه ويقولون له ما يكفيك ما أنت فيه حتى تكذب على سليمان وهذا سليمان على ملكه حتى أصابه الجهد واشتد عليه البلاء فلما تم عليه أربعون يوما قال آصف يا معشر بني إسرائيل هل رأيتم من خلاف حكم ابن داود ما رأيت قالوا نعم فعمد عند ذلك الخبيث فألقى الخاتم في البحر فاستقبله جري فابتلع الخاتم فصار في جوفه مثل الحريق من نور الخاتم فاستقبل جرية الماء فوقع في شباك الصيادين الذين كان سليمان معهم فلما أمسوا قسموا السمك فأسقطوا الجري فجعلوه لسليمان فذهب به إلى أهله فأمرهم أن يصنعوه فلما شقوا بطنه أضاء البيت نورا من خاتمه فدعت المرأة سليمان فأرته الخاتم فتختم به وخر لله ساجدا وقال إلهي لك الحمد على قديم بلائك وحسن صنيعك إلى آل داود إلهي أنت ابتدأتهم بالنعم وأورثتهم الكتاب والحكم والنبوة فلك الحمد إلهي تجود بالكبير وتلطف بالصغير فلك الحمد نعماؤك : ظهرت فلا تخفى وبطنت فلا تحصى فلك الحمد إلهي لم تسلمني بذنوبي فلك الحمد تغفر الذنوب وتستجيب الدعاء فلك الحمد إلهي لم تسلمني بجريرتي فلك الحمد ولم تخذلني بخطيئتي فلك الحمد إلهي فأتم نعمتك علي واغفر لي ما سلف وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فذلك قوله تعالى ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ص 34 وروي عن عكرمة أن سليمان لما أصاب الملك أمر بحمل أهل ذلك البيت فوضعهم في وسط المملكة ولم يكن سليمان عليه السلام نال تلك المرأة حتى رد الله عليه ملكه | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:41 pm | |
| 7 - توبة يونس عليه السلام قال إسحاق بن بشر وأخبرنا سعيد عن قتادة عن الحسن أن يونس عليه السلام كان مع نبي من أنبياء بني إسرائيل فأوحى الله إليه أن ابعث يونس إلى أهل نينوى يحذرهم عقوبتي قال فمضى يونس على كره منه وكان رجلا حديدا شديد الغضب قال فأتاهم فحذرهم وأنذرهم فكذبوه وردوا عليه نصيحته ورموه بالحجارة وأخرجوه فانصرف عنهم فقال له نبي بني إسرائيل ارجع إلى قومك فرجع إليهم فرموه بالحجارة وأخرجوه فقال له النبي ارجع إلى قومك فرجع فكذبوه وأوعدهم العذاب فقالوا كذبت فلما كذبوه وكفروا بالله وجحدوا كتابه دعا عند ذلك ربه على قومه فقال يا رب إن قومي أبوا إلا الكفر فأنزل عليهم نقمتك فأوحى الله تعالى إليه إني أنزل بقومك العذاب قال فخرج عنهم يونس وأوعدهم العذاب بعد ثلاثة أيام وأخرج أهله وانطلق فصعد جبلا ينظر إلى أهل نينوى ويترقب العذاب فجاءهم العذاب وعاينوه فتابوا إلى الله تعالى فكشف عنهم العذاب فلما رأى ذلك جاءه إبليس فقال يا يونس إنك إن رجعت إلى قومك اتهموك وكذبوك فذهب مغاضبا لقومه فانطلق حتى أتى شاطئ دجلة فركب سفينة فلما توسطت به الماء أوحى الله إليها أن اركدي فركدت السفينة والسفن تمر يمينا وشمالا فقالوا ما بال سفينتكم فقالوا لا ندري قال يونس أنا أدري قالوا فما حالها قال فيها عبد آبق من ربه فلا تسير حتى تلقوه في الماء قالوا ومن هو قال أنا وعرفوه قالوا أما أنت فليس نلقيك والله ما نرجو النجاة منها إلا بك قال فاقترعوا فمن قرع فألقوه في الماء قال فاقترعوا فقرعهم يونس فأبوا أن يلقوه قال فاقترعوا الثانية فقرعهم قال فاقترعوا الثالثة فقرعهم قال ألقوني في الماء وفي رواية قال يا قوم اطرحوني في الماء وانجوا فقام القوم فاحتملوه شبه المشفقين عليه فقال ائتوا بي صدر السفينة ففعلوا فلما أشرفوا ليلقوه فإذا الحوت فاتح فاه فلما رأى ذلك قال يا قوم ردوني إلى مؤخر السفينة ففعلوا فلما أشرفوا ذهبوا يطرحونه فاستقبله الحوت فاتحا فاه فلما رأى جوفه وهوله قال يا قوم ردوني إلى وسط السفينة ففعلوا فاستقبله فقال ردوني إلى الجانب الآخر فاستقبه غير فاتحا فاه ليأخذه فقال اطرحوني وانجوا فلا منجا من الله فطرحوه والتقمه الحوت قبل أن يبلغ الماء وتصوب به رجع الحديث إلى الحسن قال فانطلق به الحوت إلى مسكنه من البحر ثم انطلق به إلى قرار الأرض فطاف به البحار أربعين يوما فسمع يونس تسبيح الحصى وتسبيح الحيتان قال فجعل يسبح ويهلل ويقدس وكان يقول في دعائه سيدي في السماء مسكنك وفي الأرض قدرتك وعجائبك سيدي من الجبال أهبطتني وفي البلاد سيرتني وفي الظلمات الثلاث حبستني إلهي سجنتني بسجن لم تسجن به أحدا قبلي إلهي عاقبتني بعقوبة لم تعاقب بها أحدا قبلي فلما كان تمام أربعين يوما وأصابه الغم فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين الأنبياء 87 قال فسمعت الملائكة بكاءه وعرفوا صوته وبكت الملائكة لبكاء يونس وبكت السماء والأرض والحيتان فقال الجبار يا ملائكتي مالي أراكم تبكون قالوا ربنا صوت ضعيف حزين نعرفه في مكان غريب قال ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر فقالوا يا رب العبد الصالح الذي كان يصعد له في كل يوم وليلة العمل الصالح الكثير قال ابن عباس قال الله تعالى نعم قال فشفعت له الملائكة والسماوات والأرض فبعث الله تعالى جبريل عليه السلام فقال انطلق إلى الحوت الذي حبست يونس في بطنه فقل له إن لي في عبدي حاجة فانطلق به إلى الموضع الذي ابتلعته فيه فاقذفه به فانطلق جبريل إلى الحوت فأخبره فانطلق الحوت بيونس وهو يقول يا رب استأنست في البحر بتسبيح عبدك واستأنست به دواب البحر وكنت أزكي شئ به وجعلت بطني له مصلى يقدسك أحمد فيه فقدست بعد به وما حولي من البحار فتخرجه عني بعد أنس كان به قال الله تعالى إني أقلته عثرته ورحمته فألقه قال فجاء به إلى حيث ابتلعه ببلد على شاطئ دجلة فدنا جبريل من الحوت وقرب فاه من فم الحوت فقال السلام عليك يا يونس رب العزة يقرئك السلام فقال يونس مرحبا بصوت كنت خشيت أن لا أسمعه أبدا مرحبا بصوت كنت أرجوه قريبا من سيدي ثم قال جبريل للحوت اقذف يونس بإذن الله الرحمن فقذفه مثل الفرخ الممعوط الذي ليس عليه ريش فاحتضنه جبريل عليه السلام قال الحسن فأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهو الدباء فكان لها ظل واسع يستظل به وأمرت أن ترضعه أغصانها فكان يرضع منها كما يرضع الصبي وعن الحسن قال بعث الله إلى يونس وعلة من وعول الجبل يدر ضرعها لبنا حتى جاءت إلى يونس وهو مثل الفرخ ثم ربضت وجعلت ثديها في يونس فكان يمصه كما يمص الصبي فإذا شبع انصرفت فكانت تختلف إليه حتى اشتد ونبت عليه شعره خلقا جديدا ورجع إلى حاله قبل أن يقع في بطن الحوت فمرت به مارة فكسوه كساء فبينا هو ذات يوم نائم إذ أوحى الله إلى الشمس أن احرقي شجرة يونس فأحرقنها يقول فأصابت الشمس جلده فأحرقته فقال يا رب نجيتني من الظلمات ورزقتني ظل شجرة كنت أستظل بها فأحرقتها أفتحرمني الذي يا رب وبكى فأتاه جبريل عليه السلام فقال يا يونس إن الله تعالى يقول أنت زرعتها أم أنت أنبتها قال لا قال فبكاؤك لأن حين تعلم أن الله قد أعطاكها فكيف دعوت على مائة ألف وزيادة عشرين ألفا أردت أن تهلكهم وقال ابن عباس قال له جبريل أتبكي على شجرة أنبتها الله لك ولا تبكي على مائة ألف أو يزيدون أردت أن تهلكهم في غداة واحدة فعند ذلك عرف يونس ذنبه واستغفر ربه فغفر له وعن الزهري قال لما قوي يونس كان يخرج من الشجرة يمينا وشمالا فأتى على رجل يصنع الجرار فقال يونس يا عبد الله ما عملك قال أصنع الجرار وأبيعها وأطلب فيها فضل الله فأوحى الله إلى يونس أن قل له يكسر جراره فقال يونس ذلك له فغضب الجرار وقال إنك رجل سوء تأمرني بالفساد وتأمرني أن أكسر شيئا صنعته وعملته ورجوت خيره فأوحى الله إلى يونس ألا ترى إلى هذا الجرار كيف غضب حين أمرته بكسر ما صنع وأنت تأمرني بهلاك قومك فما الذي يشق عليك أن يصلح من قومك مائة ألف أو يزيدون قال الله سبحانه فلولا أنه كان من المسبحين يعني من المصلين من قبل أن تنزل البلية للبث في بطنه إلى يوم يبعثون الصافات 143 قال ابن عباس من كان ذاكرا لله في الرخاء ذكره الله في الشدة واستجاب له ومن يغفل عن الله في الرخاء وذكره في الشدة لم يستجب له وقال الله تعالى وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فقال الله عز وجل فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين الأنبياء 87 يقول الله تعالى كذلك نفعل بالصالحين إذا وقعوا في الخطيئة ثم تابوا إلي قبلت منهم قال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا أخي يونس بهذه الدعوة في الظلمات فأنجاه الله فلا يدعو بها مؤمن مكروب إلا كشف الله عز وجل ذلك عنه إنها عدة من الله لا خلف لها | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:42 pm | |
| ذكر التوابين من ملوك الأمم الماضية 8 - توبة طالوت أخبرنا أحمد بن المبارك أنا ثابت أنا أبو علي بن دوما أخبرنا مخلد بن جعفر أنا الحسن بن علويه أنا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر أنا أبو إلياس عن وهب بن منبه أن داود عليه السلام لما قتل جالوت وانصرف طالوت ببني إسرئيل مظفرا فزوج ابنته من داود وقاسمه نصف ملكه واجتمعت بنو إسرائيل وقالوا نخلع طالوت ونجعل علينا داود فإنه من آل يهوذا وهو أحق بالملك فلما أحس طالوت بذلك وخاف على ملكه أراد أن يغتال داود فيقتله فأشار عليه بعض وزرائه إنك لا تقدر على قتله إلا أن تساعدك ابنتك فدخل طالوت على ابنته فقال لها يا بنية إني أريد أمرا وأحب أن تساعديني وقد عليه قالت وما ذاك قال أريد أن أقتل داود فإنه قد فرق علي الناس فقالت يا أبت إن داود له صولة شديد الغضب فلست آمن عليك إن لم تستطع قتله أن يظفر بك فيقتلك فإذا أنت قد لقيت الله قاتلا لنفسك مستحلا لداود وعجب منك ومما أعرف من حلمك وسداد رأيك كيف أسلمك إلى هذا الرأي القصير وهذه الحيلة الضعيفة بالتقدم إلى داود وأنت تعلم أنه أشد أهل الأرض نفسا وأبسلهم عند الموت فقال طالوت إني لا أسمع قول مفتونة بزوج قد منعها حبها إياه أن تقبل من أبيها وتناصحه علي واعلمي أني لم أدعك إلى ما دعوتك إليه إلا وقد وطنت نفسي على قطع صهره إما أن أقتلك وإما أن تقتليه حتى قالت فأمهلني حتى إذا وجدت فرصة أعلمتك قال وأخبرنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنها انطلقت فأخذت زقا ثم ملأته خمرا ثم طيبته بالمسك والعنبر وأنواع الطيب ثم أضجعت الزق على سرير داود ولحفته بلحاف داود وأفشت إلى داود ذلك وأدخلته المخدع وأعلمت طالوت وقالت هلم إلى داود فاقتله فجاء حتى دخل البيت ومعه السيف ثم قالت هو ذاك فشأنك وشأنه فوضع السيف على قلبه ثم اتكأ عليه حتى أنفذه فانتضح الخمر ونفح منه ريح المسك والطيب قال يا يا داود ما أطيبك ميتا وكنت وأنت حي أطيب منك ميتا وكنت طاهرا نقيا وندم فبكى وأخذ السيف فأهوى به إلى نفسه ليقتلها فاحتضنته ابنته وقالت يا أبت مالك قد ظفرت بعدوك وقتلته وأراحك الله منه وصفا لك الملك قال يا بنة قد علمت أن الحسد والغيرة حملاني على قتله وصرت من أهل النار وإن بني إسرائيل لا يرضون بذلك فأنا قاتل نفسي قالت يا أبت أفكان يسرك أن لم تكن قتلته قال نعم قال فأخرجت داود من البيت فقالت يا أبت إنك لم تقتله وهذا داود قال وندم طالوت قال إسحاق وأخبرنا ابن سمعان عن مكحول قال زعم أهل الكتاب أن طالوت طلب التوبة إلى الله تبارك وتعالى وجعل يلتمس التنصل من ذنوبه وأنه أتى عجوزا من عجائز بني إسرائيل كانت تحسن لاسم الذي به يدعى الله فيجيب فقال لها إني قد أخطأت خطيئة لا يخبرني عن كفارتها إلا اليسع فهل أنت منطلقة بي إلى قبره فتدعين تعالى الله عز وجل ليبعثه حتى أسأله عن خطيئتي ما كفارتها قالت نعم فانطلق بها حتى أتى قبره قال فصلت ركعتين ثم دعت الله عز وجل فخرج إليه إليسع فقال يا طالوت ما بلغت خطيئتك أن أخرجتني من مضجعي الذي أنا فيه قال يا نبي الله ضاق علي أمري فلم يكن لي بد من مسألتك عنه قال فإن كفارة خطيئتك أن تجاهد بنفسك وأهل بيتك حتى لا يبقى منكم أحد ثم رجع إليسع إلى مضجعه وفعل ذلك طالوت حتى قتل هو وأهل بيته | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:42 pm | |
| 9 - توبة ابن ملك من ملوك بني إسرائيل أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر السلمي أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسني أنا أبو الحسن رشأ ابن نظيف المقرئ أنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي حدثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا مروان بن معاوية بن عمرو ثنا أبو بكر العجلي ثنا أبو عقيل الدورقي عن بكر بن عبد الله المزني قال كان رجل من ملوك بني إسرائيل قد أعطي طول عمر وكثرة أموال وكثرة أولاد وكان أولاده إذا كبر أحدهم لبس ثياب الشعر ولحق بالجبال وأكل من الشجر وساح في الأرض حتى يأتيه الموت ففعل ذلك جماعتهم رجل بعد رجل ثم تتابع بنوه على ذلك وأصاب ولدا بعد كبر فدعا قومه فقال إني قد أصبت ولدا بعد ما كبرت وترون شفقتي عليكم وإني أخاف أن يتبع هذا سنة إخوته وأنا أخاف عليكم إن لم يكن عليكم أحد من ولدي بعدي أن تهلكوا فخذوه الآن في صغر سنه فحببوا فإن إليه الدنيا فعسى أن يبقى من بعدكم عليكم فبنوا له حائطا فرسخا في فرسخ فكان فيه دهرا من دهره ثم ركب يوما فإذا عليه حائط مصمت فقال إني أحسب أن خلف هذا الحائط ناسا وعالما آخر فأخرجوني أزدد علما وألقى الناس فقيل ذلك لأبيه ففزع وخشي أن يتبع سنة إخوته فقال اجمعوا عليه كل لهو ولعب ففعلوا ذلك ثم ركب في السنة الثانية فقال لا بد من الخروج فأخبر بذلك الشيخ فقال أخرجوه فجعل على عجلة وكلل بالزبرجد والذهب وصار حوله حافتان عمر من الناس فبينا هو يسير إذا هو برجل مبتلى فقال ما هذا قالوا رجل مبتلى فقال أيصيب ناسا دون ناس أو كل خائف له قالوا كل خائف له قال وأنا فيما أنا فيه من السلطان قالوا نعم قال أف لعيشكم هذا هذا عيش كدر فرجع مغموما محزونا فقيل لأبيه فقال انشروا عليه كل لهو وباطل حتى تنزعوا من قلبه هذا الحزن والغم فلبث حولا ثم قال أخرجوني فأخرج على مثل حاله الأول فبينا هو يسير إذا هو برجل قد هرم ولعابه يسيل من فيه فقال ما هذا قالوا رجل قد هرم قال يصيب ناسا دون ناس أو كل خائف له إن هو عمر قالوا كل خائف له قال أف لعيشكم هذا هذا عيش لا يصفو لأحد فأخبر بذلك أبوه فقال احشروا عليه كل لهو وباطل فحشروا عليه فمكث حولا ثم ركب على مثل حاله فبينا هو يسير إذا هو بسرير تحمله الرجال على عواتقها فقال ما هذا قالوا رجل مات قال لهم وما الموت إيتوني به فأتوه به فقال أجلسوه فقالوا إنه لا يجلس قال كلموه قالوا إنه لا يتكلم قال فأين تذهبون به قالوا ندفنه تحت الثرى قال فيكون ماذا بعد هذا قالوا الحشر قال لهم وما الحشر قالوا يوم يقوم الناس لرب العالمين المطففين 5 فيجزى كل واحد على قدر حسناته وسيئاته قال ولكم دار غير هذه تجازون فيها قالوا نعم فرمى بنفسه من الفرس وجعل يعفر وجهه في التراب وقال لهم من هذا كنت أخشى كاد هذا يأتي علي وأنا لا أعلم به أما ورب يعطي ويحشر ويجازي إن هذا آخر العهد بيني وبينكم فلا سبيل لكم علي بعد هذا اليوم فقالوا لا ندعك حتى نردك إلى أبيك قال فردوه إلى أبيه وكاد ينزف دمه فقال يا بني ما هذا الجزع قال جزعي ليوم يعطي فيه الصغير والكبير مجازاتهما النبي ما عملا من الخير والشر فدعا بثياب فلبسها وقال إني عازم في الليل أن أخرج فلما كان في نصف الليل أو قريبا منه خرج فلما خرج من باب القصر قال اللهم إني أسألك أمرا ليس لي منه قليل ولا كثير قد سبقت فيه المقادير إلهي لوددت أن الماء كان في الماء وأن الطين كان في الطين ولم أنظر بعيني إلى الدنيا نظرة واحدة قال بكر بن عبد الله فهذا رجل خرج من ذنب واحد لا يعلم ماذا عليه فكيف بمن يذنب وهو يعلم ما عليه فيه ولا يتحرج ولا يجزع ولا يتوب | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:42 pm | |
| 10 - توبة صاحب الخورنق أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن أنا علي بن إبراهيم انا رشأ انا الحسن بن إسماعيل انا أحمد بن مروان قال ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا أبي عن بهلول بن حسان عن إسحاق بن زياد عن شبيب بن شبة عن خالد بن صفوان بن الأهتم قال إن ملكا من الملوك خرج إلى الخورنق والسدير في عام قد بكر وسميه وتتابع وليه وأخذت الأرض فيه زخرفها وزينتها وكان قد أعطي بسطة في الملك مع الكثرة والغلبة والقهر فنظر فأبعد النظر فقال لجلسائه لمن هذا قالوا للملك قال فهل رأيتم أحدا أعطي مثل ما أعطيت قال وكان عنده رجل من بقايا حملة الحجة ولم تخل الأرض من قائم لله بحجته في عباده فقال أيها الملك إنك قد سألت عن أمر أفتأذن لي بالجواب عنه قال نعم قال أرأيت ما أنت فيه أشئ لم تزل فيه أم شئ صار إليك ميراثا وهو زائل عنك وصائر إلى غيرك كما صار إليك قال كذلك هو قال فلا أراك إلا أعجبت بشئ يسير لا تكون فيه إلا قليلا وتنقل عنه طويلا فيكون غدا عليك حسابا قال ويحك فأين المهرب وأين المطلب وأخذته القشعريرة قال إما أن تقيم في ملكك فتعمل فيه بطاعة الله على ما ساءك وسرك وأمضك وإن وأرمضك كما وإما أن تنخلع عن ملكك وتضع تاجك وتلقي عليك أطمارك وتعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك فقال إني مفكر الليلة وأوافيك في السحر فأخبرك بإحدى المنزلين فلما كان في السحر قرع عليه بابه فقال إني اخترت هذا الجبل وفلوات الأرض وقفر البلاد وقد لبست علي أمساحي ووضعت تاجي فإن كنت رفيقا فلا تخالف فلزما والله الجبل حتى أتاهما أجلهما جميعا وهو الذي يقول فيه أخو بني تميم عدي بن زيد العبادي أيها الشامت المعير بالدهر * أأنت المبرأ الموفور أم لديك العهد الوثيق من الأيام * بل أنت جاهل مغرور من رأيت المنون خلدن أم من * ذا عليه من أن يضام خفير أين كسرى كسرى الملوك أنوشر * وان أم أين قبله سابور وبنو الأصفر الكرام ملوك * الروم لم يبق منهم مذكور وأخو الحضر إذ بناه وإذ * دجلة تجبى إليه والخابور شاده مرمرا وجلله كلسا * فللطير في ذراه وكور لم يهبه ريب المنون فباد * الملك عنه فبابه مهجور وتذكر رب الخورنق إذ أشرف * يوما وللهدى تفكير سره ماله وكثرة ما يملك * والبحر معرضا والسدير فارعوى قلبه وقال وما غبطه * حي إلى الممات يصير | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:46 pm | |
| 11 - توبة النعمان بن امرئ القيس الأكبر قال أحمد بن مروان وحدثنا أحمد بن يوسف حدثنا محمد بن سلام الجمحي عن الأصمعي أن النعمان بن امرئ القيس الأكبر وهو الذي بنى الخورنق ركب يوما فأشرف على الخورنق فنظر إلى ما حوله فقال لمن حضره هل علمتم أحدا أوتي مثل ما أوتيت فقالوا لا إلا رجل منهم ساكت لا يتكلم وكان من حكمائهم فقال له مالك لا تتكلم فقال أيها الملك إن أذنت لي تكلمت فقال تكلم قال أرأيت ما جمعت أشئ هو لك لم يزل ولا يزول أم هو شئ كان لمن كان قبلك وزال عنه وصار إليك وكذلك يزول عنك قال لا بل كان لمن قبلي فزال عنه وصار إلي وكذلك يزول عني قال فسررت بشئ تزول عنك لذته غدا وتبقى تبعته عليك تكون فيه قليلا وترتهن فيه كثيرا طويلا قال فبكى وقال له أين المهرب قال إلى أحد أمرين إما أن تقيم فتعمل بطاعة ربك وإما أن تلقي عليك أمساحا هو ثم تلحق بجبل وتفر من الناس وتقيم وحدك وتعبد ربك حتى يأتيك أجلك قال فإذا فعلت ذلك فما لي فقال حياة لا تموت وشباب لا يهرم وصحة لا تسقم وملك جديد لا يبلى فقال له أيها الحكيم فكل ما أرى إلى فناء وزوال قال نعم قال فأي خير فيما يفنى والله لأطلبن عيشا لا يزول أبدا قال فانخلع من ملكه ولبس الأمساح وسلم وسار في الأرض وتبعه الحكيم فعبدا الله جميعا حتى ماتا وهو الذي يقول فيه عدي بن زيد الشاعر وتذكر رب الخورنق إذ * أشرف يوما وللهدى تفكير سره ماله وكثرة ما يملك * والبحر معرضا والسدير فارعوى قلبه فقال وما غبطة * حي إلى الممات يصير وفيهم يقول الأسود بن يعفر ماذا أؤمل بعد آل محرق * تركوا منازلهم وبعد إياد أهل الخورنق والسدير وبارق * والقصر ذي الشرفات من سنداد نزلوا بأنقرة يسيل عليهم * ماء الفرات يجئ من أطواد أرض تخيرها لطيب مقيلها * كعب بن مامة وابن أم دؤاد جرت الرياح على محل ديارهم * فكأنما كانوا على ميعاد فأرى النعيم وكل ما يلهى به * يوما يصير إلى بلى ونفاد | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:46 pm | |
| 12 - توبة ملك من الملوك وذكر محمد بن أحمد بن البراء في كتاب الروضة قال حدثنا أحمد بن إبراهيم ثنا جويبر بن أسماء عن أبي معدان عن عون بن عبد الله بن عتبة قال حدثت عمر بن عبد العزيز بحديث فكأن معناه وقع منه حدثته أن ملكا ممن كان قبلنا ابتنى بنية فتنوق في بنائها ثم صنع طعاما ودعا الناس إليه وأقعد على أبوابها ناسا يسألون كل من خرج هل رأيتم عيبا فيقولون لا حتى جاء ناء في آخر ما جاء عليهم أكسية فسألوهم هل رأيتم عيبا قالوا عيبين اثنين قال فحبسوهم ودخلوا على الملك فقالوا قد دخل الناس فسألناهم فذكروا أنهم لم يروا عيبا حتى جاء قوم عليهم أكسية أظنه قال شباب فسألناهم فقالوا رأينا عيبين اثنين قال ما كنت أرضى بواحد فائتوني بهم قال فأدخلوهم عليه قال هل رأيتم عيبا قالوا عيبين اثنين قال وما هما قالوا تخرب ويموت صاحبها قال وهل تعلمون دارا لا تخرب ولا يموت صاحبها قالوا نعم قال وما هي قالوا دار الآخرة قال فدعوه فاستجاب لهم قال فقال لهم إن جئت معكم علانية لم يدعني أهل مملكتي ولكن ميعادكم موضع كذا وكذا قال فكان معهم زمانا ثم قال لهم ذات يوم عليكم السلام قال فقالوا ما لك أرأيت منا شيئا تكرهه قال لا قالوا فما حملك على هذا قال أنتم تعرفوني فأنتم تكرمونني لحالي التي كنت عليها قال فكأن معناه وقع من عمر موقعا فذهبت إلى مسلمة فأخبرته قال فدخل مسلمة على عمر وقد كان حدثه بهذا الحديث قال فقال ويحك يا مسلمة أرأيت رجلا حمل مالا يطيق ففر إلى ربه عز وجل فهل ترى عليه بذلك بأسا قال فاتق الله يا أمير المؤمنين في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فوالله لئن فعلت ليقتتلن عنه بأسيافهم قال ويحك يا مسلمة حملت ما لا أطيق فرددها وجعل مسلمة يناشده حتى سكن | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:47 pm | |
| 13 - توبة امرئ القيس وروى المرزباني عن الأزدي قال كان امرؤ القيس الكندي وهو مخرق الأول طويل المصاحبة للهو واللذات كثير العكوف على اللعب فركب يوما إما متبديا وإما متصيدا فانقطع عن أصحابه فإذا هو برجل جالس قد جمع عظاما من عظام الموتى وهي بين يديه يقلبها فقال ما قصتك أيها الرجل وما بلغ بك إلى ما أرى من سوء الحال وشسوف إن الجسم وتلويح اللون والانفراد في هذه الفلاة فقال أما ذلك فلأني إلا على جناح سفر بعيد وبي موكلان مزعجان فيه يحدوان بي إلى منزل ضنك المحل مظلم القعر كريه المقر ثم يسلماني صلى إلى مصاحبة البلى ومجاورة الهلكى تحت أطباق الثرى فلو تركت بذلك المنزل مع جفائه وضيقه ووحشته وارتعاء وقال خشاش الأرض في لحمي وعصبي حتى أعود رفاتا وتصير أعظمي رمما كان للبلاء انقضاء وللشقاء أنه نهاية ولكني أدفع بعد ذلك إلى صبيحة الحشر وأرد لهول مواقف الجزاء ثم لا أدري إلى أي الدارين يؤمر بي فأي حال يلتذ به من يكون إلى هذا الأمر مصيره فلما سمع الملك كلامه ألقى نفسه عن فرسه وجلس بين يديه وقال أيها الرجال لقد كدر مقالك علي صفو عيشي وملك الأشفاق قلبي فأعد علي بعض قولك واشرح لي دينك فقال له أما ترى هذه التي بين يدي قال بلى قال هذه عظام ملوك غرتهم الدنيا بزخرفها واستحوذت على قلوبهم بغرورها فألهتهم وهو عن التأهب لهذه المصارع حتى فاجأتهم الآجال وخذلتهم صلى الله عليه وسلم الآمال وسلبتهم بهاء النعمة وستنشر إذا هذه العظام فتعود أجسادا ثم تجازى بأعمالها فإما إلى دار القرار وإما إلى محل البوار ثم اختلس الرجل فلم ير له أثر وتلاحق أصحاب الملك وقد امتقع لونه وتواصلت عبراته وركب وقيذا فلما جن عليه الليل نزع ما عليه من لباس الملك ولبس طمرين وخرج تحت الليل فكان آخر العهد به | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:47 pm | |
| 14 - توبة ملك من ملوك اليمن وروي أنه احترب فقال ملكان من ملوك اليمن فغلب أحدهما صاحبه وقتله وشرد أصحابه وزينت له السرر ودار الملك وتلقاه الناس ليدخل فبينا هو في بعض السكك يقصد دار الإمارة بها وقف له رجل كان ينسب للجنون فأنشده تسمع من الأيام إن كنت حازما * فإنك فيها بين ناه وآمر فكم ملك قد ركم الترب فوقه * وعهدي به بالأمس فوق المنابر إذا كنت في الدنيا بصيرا فإنما * بلاغك منها مثل زاد المسافر إذا أبقت الدنيا على المرء دينه * فما فاته منها فليس بضائر فقال له صدقت ونزل عن فرسه وفارق أصحابه ورقي الجبل وأقسم على أصحابه أن لا يتبعه أحد فكان آخر العهد به وبقيت اليمن شاغرة أياما حتى اختير لها من عقدوا له الملك عليها | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:47 pm | |
| 15 - توبة ملك من ملوك بني إسرائيل وقرأت في الملتقط عن عبد الواحد بن زيد قال كان في بني إسرائيل عابد لم يكن له إلا جبة صوف وقربة يستقي فيها الماء للناس فلما حضره الموت قال لأصحابه إني لم أدع من الدنيا شيئا إلا جبتي وهذه القربة ما أطيق حملها يوم القيامة فإذا مت فادفعوها إلى فلان الملك ليحملها مع ما تحمل من دنياه فلما مات العابد أخبروا الملك بما قاله فقال الملك هذا العابد عجز عن حمل جبة وقربة وأنا تحملت من الدنيا ما تحملته فأخذ الجبة فلبسها وأخذ القربة وخرج من ملكه فجعل يستقي للناس الماء 16 - توبة ملك من ملوك بني إسرائيل أخبرنا شيخ الإسلام محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح بن عبد الله الجيلي أخبرنا أبو بكر أحمد بن المظفر بن سوسن التمار أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح البزاز ثنا يعقوب بن يوسف القزويني ثنا محمد بن سعيد ثنا عمرو بن أبي قيس عن سماك عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بني إسرائيل استخلفوا خليفة عليهم بعد موسى فقام يصلي في القمر فوق بيت المقدس قال فذكر أمورا كان يصنعها قال فخرج فتدلى بسبب فأصبح السبب متعلقا في المسجد وقد ذهب قال فانطلق حتى أتى قوما على شاطئ البحر بديار مصر فوجدهم يصنعون لبنا فسألهم كيف يأخذون هذا اللبن قال فأخبروه فلبن معهم وكان يأكل من عمل يده فإذا كان حين الصلاة تطهر فصلى فرفع ذلك العمال إلى قهرمانهم إن فينا رجلا يفعل كذا وكذا فأرسل إليه فأبى أن يأتيه ثلاث مرات ثم إنه جاءه بنفسه يسير على دابته فلما رآه فر واتبعه فسبقه فقال أنظرني أكلمك قال فقام حتى كلمه فأخبره خبره فلما أخبره خبره وأنه كان ملكا وأنه فر من رهبة ربه عز وجل قال إني لأظن أني لاحق بك قال فلحقه فعبدا الله عز وجل حتى ماتا ب رميلة مصر قال عبد الله إني لو كنت ثم لاهتديت إلى قبريهما من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي وصف | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:48 pm | |
| 17 - توبة رجل من بني إسرائيل كان يعبد الأصنام أخبرنا أبو العباس بن المبارك قال أخبرنا أبو المعالي بن بندار قال أخبرنا أبو علي النعالي أخبرنا مخلد بن جعفر الباقرحي أنا الحسن أنا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر أنا علي بن عاصم عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان في بني إسرائيل عابد قد أعجبوا به فذكروه يوما عند نبيهم فأثنوا عليه فقال إنه لكما تقولون لكنه تارك لشئ من السنة فبلغ العابد فقال فعلام أدئب نفسي قال فهبط من مكانه فأتى النبي وعنده الناس والنبي لا يعرفه بوجهه فسلم عليه ثم قال يا نبي الله بلغني أني ذكرت عندك فقلت إنه لكذلك لولا أنه تارك لشئ من السنة ففيم أدئب نفسي بالليل والنهار وأعتزل الناس وإنما أطلب سنة الرب عز وجل قال أنت فلان قال نعم قال أما والله ما هو شئ أحدثته في الإسلام ولكنك لم تتزوج قال له العابد وليس إلا هذا قال لا قال فلما رأى النبي استهانته قال أرأيت لو فعل الناس مثل الذي فعلت من كان يتقي العدو عن المسلمين ومن كان يأخذ للمظلوم من الظالم قال وذكر الصلاة قال له العابد صدقت يا نبي الله ما أحرمه ولكني أكره أن أتزوج امرأة مسلمة وأنا فقير فأعضلها أي وليس عندي ما أنفق عليها وأما الأغنياء فلا يزوجونني فقال له النبي ما بك إلا هذا قال فما بي إلا هذا قال أنا أزوجك ابنتي قال قد فعلت قال فزوجه فولدت له غلاما قال ابن عباس فوالله ما ولد في بني إسرائيل مولود ذكر قط كانوا أشد فرحا به من ذلك الغلام قال قالوا ابن نبينا وابن عابدنا إنا لنرجو أن يبلغ بنا ما بلغ رجل قال فلما بلغ الغلام انقطع إلى عبدة الأوثان وانقطعوا إليه وكثروا عنده قال فبينا هم عنده يوما إذ قال إني أراكم كثيرا فما بال القوم قاهرين لكم فقالوا إن لهم رأسا يجمعهم وليس لنا رأس قال فما يمنعكم إلا هذا قالوا نعم قال فأنا رأسكم قالوا وتفعل قال نعم قال فخرج وخرجوا معه قال فبلغ ذلك النبي وبلغ أباه فاجتمع بنو إسرائيل إلى النبي وأبوه معهم فأرسل إليه يذكره بالله وأن يرجع إلى الإسلام فأبى فخرج إليه النبي وخرج أبوه معه فالتقى القوم واقتتلوا حتى كثرت الدماء فيهم وقتل النبي وقتل أبوه مع النبي وانهزم بنو إسرائيل واتبعهم يفنيهم ويبعث في آثارهم يقتلهم قال فلحق أحبارهم بالجبال واستقام له الناس قال فجعلت نفسه لا تدعه وظن أن ذلك الملك لا يستقيم له حتى يفني بني إسرائيل قال فجعل يبعث في طلبهم في الجبال يقتلهم فاستقام له الناس واشتد ملكه فلما رأى أحبار بني إسرائيل ما يفعل بهم قالوا خلينا عن هذا الرجل وعن ملكه وليس يدعنا لقد بؤنا بغضب من الله فررنا عن نبينا وعابدنا حتى قتلا وليس يدعنا فتعالوا نتوب إلى الله عز وجل ونلقى هذا الرجل فنقاتل ونحن تائبون قال فولوا رجلا منهم أمرهم وبايعوا له وهبطوا وقد وطنوا أنفسهم على الموت وتابوا إلى الله عز وجل قال فخرج إليهم فاقتتلوا أول يوم من أول النهار حتى حال بينهم الليل ثم غدوا فاقتتلوا حتى كثرت الدماء في الفريقين حتى حال بينهم الليل قال ابن عباس فغدوا اليوم الثالث وقد صبروا أنفسهم لله فاقتتلوا قتالا شديدا وقال لهم صاحبهم إني لأرجو أن يكون الله قد تاب عليكم وقبل توبتنا فإني أرى الصبر قد أنزل علينا وصارت الريح لنا فإن ظفرتم به فإن استطعتم أن تأخذوه سليما فلا تقتلوه قال فاقتتلوا إلى قريب من الليل لا هؤلاء يفرون ولا هؤلاء يهربون فلما كان في آخر النهار وعرف الله منهم الصدق أنزل عليهم النصر فهزموهم بإذن الله وقتلوهم وأخذوه سليما فأتوا به قال فاجتمع بنو إسرائيل إلى صاحبهم فقال لهم ما جزاء رجل من أنفسنا قتل نبينا وقتل والده وأدخل علينا عبدة الأوثان حتى قتلونا وشردونا ثنا في البلاد فقائل يقول احرقوه وقائل يقول قطعوه وقائل يقول عذبوه فكلما قالوا له شيئا من هذا قال هذا يأتي على نفسه قالوا فأنت أعلم قال فإني أرى أن نأخذه فنصلبه به حيا ولا نطعمه ولا نسقيه ولا نقتله وندعه حتى يموت قالوا له افعل فصلب حيا وجعلوا عليه الحرس قال فمكث يومه ومن الغد واليوم الثالث حتى أمسى فلما أمسى رأى الموت فدعا آلهته التي كان يعبد من دون الله عز وجل قال فبدأ بأفضلها في نفسه فيدعوه فإذا لم يجبه جاوزه ودعا الآخر فأتى على آلهته جميعا يدعوهم فلا يجيبونه وذلك في جوف الليل قال اللهم إله جدي وأبي إني قد ظلمت نفسي ودعوت هذه الآلهة التي كنت أعبدها من دونك فلو كان عندها خير لأجابتني هذا فاغفر لي وخلصني مما أنا فيه فتحللت عنه العقد فإذا هو في أسفل الجذع وفي حديث آخر قال فجعل يدعو صنما صنما فلا يجيبه أحد قال فنظر إلى السماء وقال يا حنان يا منان أشهد أن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك باطل إلا وجهك الكريم أنت فأغثني قال فبعث الله عز وجل ملكا فحله عن خشبته فأنزله قال ابن عباس فأخذه الحرس فأتوا به صاحبهم واجتمع بنو إسرائيل فقال ما تأمرون في هذا قالوا ما ترى فيه الله عز وجل حله وتقول لنا ما تأمرون فيه قال صدقتم ولكن أحببت أن أستأمركم قال فخلوا عنه قال سعيد بن جبير سمعت ابن عباس يقول والله ما كان في بني إسرائيل بعده رجل خيرا منه ولا أفضل | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:49 pm | |
| 18 - توبة ملك من الملوك أخبرنا الإمام أبو الحسين علي بن عساكر بن المرحب البطائحي المقرئ أنبأ أبو طالب اليوسفي أنبأ ابن المذهب أنبأ أبو بكر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد ثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن ثابت وحميد عن بكر بن عبد الله المزني قال كان فيمن كان قبلكم ملك وكان متمردا على ربه عز وجل فغزاه المسلمون فأخذوه سليما فقالوا بأي قتلة نقتله فأجمع رأيهم على أن يجعلوا له قمقما عظيما ويؤججوا تحته النار ولا يقتلوه حتى يذيقوه طعم العذاب ففعلوا ذلك به قال فجعل يدعو آلهته واحدا واحدا يا فلان بما كنت أعبدك به وأصلي لك وأمسح وجهك فأنقذني مما أنا فيه فلما رآهم لا يغنون عنه شيئا رفع رأسه إلى السماء وقال لا إله إلا الله ودعا مخلصا فصب عليه مثعبا من السماء فأطفأ تلك النار وجاءت ريح فاحتملت ذلك القمقم فجعلت تدور بين السماء والأرض وهو يقول لا إله إلا الله فقذفه الله إلى قوم لا يعبدون الله عز وجل وهو يقول لا إله إلا الله فاستخرجوه فقالوا ويحك مالك فقال أنا ملك بني فلان كان من أمري وكان من أمري فقص عليهم القصة فآمنوا | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:49 pm | |
| 19 - توبة الملك كنعان أخبرنا أحمد بن المبارك أنا ثابت أنا أبو علي بن دوما أنا مخلد أنا الحسن ثنا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر قال وحدثت عن ابن سمعان عن بعض أهل العلم بالكتب أن ذا الكفل كان إليسع بن خطوب الذي كان مع إلياس وليس باليسع ثم الذي ذكر الله تبارك وتعالى في القرآن وإليسع ذو الكفل كان قبل داود وذلك أن ملكا جبارا يقال له كنعان وكان لا يطاق في زمانه لظلمه وطغيانه وكان ذو الكفل يعبد الله سرا منه ويكتم إيمانه وهو في مملكته فقيل للملك إن في مملكتك رجلا يفسد عليك أمرك ويدعو الناس إلى غير عبادتك فبعث إليه ليقتله فأتي به فلما دخل عليه قال له الملك ما هذا الذي بلغني عنك أنك تعبد غيري فقال له ذو الكفل اسمع مني وتفهم ولا تغضب فإن الغضب عدو للنفس يحول بينها وبين الحق ويدعوها إلى هواها وينبغي لمن قدر ألا يغضب فإنه قادر على ما يريد قال تكلم قال فبدأ ذو الكفل وافتتح الكلام بذكر الله عز وجل والحمد لله ثم قال ذو الكفل أتزعم أنك إله فإله من تملك أو إله جميع الخلق فإن كنت إله من تملك فإن لك شريكا فيما لا تملك وإن كنت إله الخلق فمن إلهك قال له ويحك فمن إلهي قال إله السماء والأرض وهو خالقهما وهذه الشمس والقمر والنجوم فاتق الله واحذر عقوبته فإن أنت عبدته ووحدته رجوت لك ثوابا والخلود في جواره قال له الملك أخبرني من عبد إلهك فما جزاؤه قال الجنة إذا مات قال وما الجنة قال دار خلقها الله تبارك وتعالى بيده فجعلها مسكنا لأوليائه يبعثهم يوم القيامة شبابا مردا أبناء ثلاث وثلاثين سنة فيدخلهم الجنة في نعيم وخلود شباب لا يهرمون مقيمون لا يظعنون أحياء لا يموتون في نعيم وسرور وبهجة قال فما جزاء من لم يعبده وعصاه قال النار مقرونين مع الشياطين مغلغلين بالأصفاد لا يموتون أبدا في عذاب مقيم وهوان طويل تضربهم الزبانية بمقامع من حديد طعامهم الزقوم والضريع وشرابهم الحميم فرق الملك وبكى لما كان قد سبق له فقال له إن أنا آمنت بالله فما لي قال الجنة قال فمن لي بذلك قال أنا لك الكفيل وأكتب لك على الله تبارك وتعالى كتابا فإذا أتيته تقاضيته بما في كتابك وفي لك فإنه قادر قاهر يوفيك ويزيدك ففكر الملك في ذلك فأراد الله به الخير فقال له اكتب لي على الله عز وجل كتاب فكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب كتبه فلان الكفيل على الله تعالى لكنعان الملك ثقة منه بالله تبارك وتعالى إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ولكنعان رسول على الله عز وجل بكفالة فلان إن تاب ورجع وعبد الله أن يدخله الجنة ويبوئه ولا منها حيث يشاء وإن له على الله ما لأوليائه وأن يجيره من عذابه فإنه رحيم بالمؤمنين واسع الرحمة سبقت رحمته غضبه ثم ختم الكتاب ودفعه إليه ثم قال له أرشدني كيف أصنع قال قم فاغتسل والبس ثيابا جددا ففعل ثم أمره أن يتشهد بشهادة الحق وأن يبرأ من الشرك ففعل ثم قال له كيف أعبد ربي فعلمه الشرائع والصلاة فقال له يا ذا الكفل استر هذا الأمر ولا تظهره حتى ألحق بالنساك قال فخلع الملك وخرج سرا فلحق بالنساك فجعل يسيح في الأرض وفقده أهل مملكته فطلبوه فلما لم يقدروا عليه قالوا اطلبوا ذا الكفل فإنه هو الذي غر إلهنا قال فذهب قوم في طلب الملك وتوارى ذو الكفل فقدروا على الملك مسيرة شهر من بلادهم فلما نظروا إليه قائما يصلي خروا له سجدا فانصرف إليهم فقال اسجدوا لله ولا تسجدوا لأحد من الخلق فإني آمنت برب السماوات والأرض والشمس والقمر فوعظهم وخوفهم قال فعرض له وجع وحضره الموت فقال لأصحابه لا تبرحوا فإن هذا آخر عهدي بالدنيا فإذا مت فادفنوني وأخرج كتابه فقرأه عليهم حتى حفظوه وعلموا ما فيه وقال لهم هذا كتاب كتبه لي على ربي عز وجل أستوفي منه ما فيه فادفنوا هذا الكتاب معي فلما مات جهزوه لم ووضعوا الكتاب على صدره ودفنوه فبعث الله تبارك وتعالى ملكا فجاء به إلى ذي الكفل فقال يا ذا الكفل إن ربك قد وفى لكنعان بكفالتك وهذا الكتاب الذي كتبته له وإن الله عز وجل يقول هكذا أفعل بأهل طاعتي فلما أن جاءه الملك بالكتاب ظهر للناس فأخذوه فقالوا له أنت الذي غررت ملكنا وخدعته فقال لهم لم أغره ولم أخدعه ولكن دعوته إلى الله وتكفلت له بالجنة وقد مات ملككم اليوم في ساعة كذا وكذا ودفنه أصحابكم وهذا الكتاب الذي كنت كتبته له على الله عز وجل بالوفاء وقد وفاه الله عز وجل حقه وهذا الكتاب تصديق لما أقول لكم فانتظروا حتى يرجع أصحابكم فحبسوه حتى قدم أصحابهم فسألوهم فقصوا عليهم القصة فقالوا لهم تعرفون الكتاب الذي دفنتموه معه قالوا نعم فأخرجوه إليهم فقرؤوه فقالوا هذا الكتاب الذي كان معه ودفناه في يوم كذا وكذا فنظروا وحسبوا فإذا ذو الكفل كان قد قرأ عليهم الكتاب وأعلمهم بموت الملك في اليوم الذي مات فيه فآمنوا به واتبعوه فبلغ من آمن به مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا وتكفل لهم مثل الذي تكفل لملكهم على الله عز وجل فسماه الله ذا الكفل | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:49 pm | |
| ذكر التوابين من الأمم 20 - توبة قوم موسى عليه السلام وبه عن إسحاق بن بشر عن سعيد عن قتادة عن الحسن قال أقبل موسى عليه السلام يسأل ربه عز وجل أن يتوب على قومه من عبادة العجل فقال يا موسى لا توبة لهم إلا أن يقتلوا أنفسهم فرجع موسى عليه السلام إلى قومه فقال يا قوم إن الله أبى أن يقبل منكم توبتكم إلا أن تقتلوا أنفسكم فتلك توبتكم ذلكم خير لكم عند بارئكم البقرة 54 يعني خالقكم قالوا يا موسى نصبر لأمر الله عز وجل وندم القوم على ما صنعوا فأخذ موسى عليه السلام منهم الميثاق ليصبرن للقتل والقضاء فقالوا نعم فأصبحوا غدوة بأفنية البيوت كل بني أب على حيالهم فأمر موسى الذين لم يكونوا عبدوا العجل من بني إسرائيل أن يأخذوا السيوف فيقتلوا من لقوا فمشوا في العسكر فقالوا رحم الله من لم يحل حبوته ولم يرفع بصره ولم يمتنع بيده ولا رجله ولم يقم من مجلسه حتى يقضي الله قضاءه قال فقتلوا حتى إن كان الرجل من بني إسرائيل ليأتي قومه وهم بأفنية بيوتهم جلوس فيقول إن هؤلاء إخوانكم أتوكم شاهرين السيوف فاتقوا الله واصبروا فإن لعنة الله وملائكته على رجل حل حبوته أو قام من مجلسه أو حدد إليهم طرفه أو اتقاهم بيد أو رجل فيقولون آمين وعن ابن عباس قال قال القوم حين أمروا أن يقتل بعضهم بعضا يا رسول الله كيف نقتل الآباء والأبناء والإخوة قال فأنزل الله عليهم ظلمة لا يرى بعضهم بعضا فقتلوهم فقالوا يا موسى ما آية توبتنا قال أن تقوم السيوف والسلاح فلا تقتل وترفع عنكم الظلمة قال فقتلوا حتى بلغت الدماء المئزر وخاضوا فيها وصاح الصبيان إلى موسى يقولون يا موسى العفو العفو وبكى موسى إلى الله عز وجل فأنزل الله عز وجل الرحمة وقام السلاح ونادى موسى أن ارفعوا عن إخوانكم فقد نزلت الرحمة وارتفعت عنهم الظلمة فتكشفت عن القتلى قال ابن عباس فقتلاهم شهداء وأحياؤهم مغفور لهم | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:50 pm | |
| 21 - توبة قوم يونس عليه السلام قال إسحاق وأخبرنا جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال لما أيس يونس عليه السلام من إيمان قومه دعا ربه عليهم فقال يا رب إن قومي أبوا إلا الكفر فأنزل عليهم نقمتك فأوحى الله عز وجل إليه إني أنزل بقومك العذاب قال فخرج عنهم يونس وأوعدهم العذاب بعد ثلاثة أيام وأخرج أهله ومع ابناه صغيران فانطللق حدثنا حتى خرج عنهم فصعد جبلا ينظر إلى أهل نينوى ويترقب العذاب وبعث الله عز وجل جبريل فقال انطلق إلى مالك خازن النار فقل له يخرج من سموم جهنم على قدر مثقال شعيرة ثم انطلق به فأحط به أهل مدينة نينوى قال فانطلق جبريل ففعل ما أمره ربه عز وجل وعاين قوم يونس العذاب لما هبط للوقت الذي وقت لهم يونس قال أبو الجلد إن العذاب لما هبط على قوم يونس فجعل يحوم على رؤوسهم مثل قطع الليل المظلم قال ابن عباس فلما استيقنوا بالعذاب سقط في أيديهم وعلموا أن يونس قد صدقهم فطلبوه فلم يقدروا عليه فقالوا نجتمع إلى الله ونتوب إليه قال فخرجوا إلى موضع يقال له تل الرماد وتل التوبة وإنما سمي تل الرماد لأنهم خرجوا جميعا الرجال والنساء والعواتق وأخرجوا معهم أنعامهم وبهائمهم فميزوا بعض المراضع وأولادها والبهائم وأولادها وجعلوا الرماد على رؤوسهم ووضعوا الشوك من تحت أرجلهم ولبسوا المسوح والصوف ثم استجاروا بالله ورفعوا أصواتهم بالبكاء والدعاء فعلم الله عز وجل منهم الصدق فقالت الملائكة يا رب رحمتك وسعت كل شئ فهؤلاء الأكابر من ولد آدم تعذبهم فما بال الأصاغر والبهائم فقال الله عز وجل يا جبريل ارفع عنهم العذاب فقد قبلت توبتهم يقول الله عز وجل فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين يونس 98 أخبرنا علي بن عساكر أنا أبو طالب أنا أبو علي التميمي أنا أبو بكر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبي ثنا هشيم ثنا صالح عن أبي عمران الجوني عن أبي الجلد قال إن العذاب لما هبط على قوم يونس فجعل يحوم على رؤوسهم مثل قطع الليل المظلم فمشى ذوو العقول منهم إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا إنا قد نزل بنا ما ترى فعلمنا دعاء ندعو به عسى الله أن يرفع عنا العقوبة فقال قولوا يا حي حين لا حي ويا حي محيي الموتى ويا حي لا إله إلا أنت قال فكشف الله عز وجل عنهم وعن الحسن أن يونس عليه السلام بعد ما أنجاه الله من بطن الحوت رجع فمر براع من رعاة قومه وهو في برية يرعى غنما فقال يونس للراعي من أنت يا عبد الله قال أنا من قوم يونس بن متى قال يونس فما فعل يونس قال لا ندري ما حاله غير أنه كان خير الناس وأصدق الناس أخبرنا عن العذاب فجاءنا على ما قال فتبنا إلى الله فرحمنا فنحن نطلب يونس ولا ندري أين هو ولا نسمع له بذكر قال يونس هل عندك من لبن قال لا والذي أكرم يونس ما مطرت السماء ولا أعشبت الأرض منذ فارقنا يونس قال ألا أراكم تحلفون بإله يونس قال لا نحلف بغير إله يونس من فعل في مدينتنا فحلف بغير إله يونس نزع لسانه من قفاه فقال له يونس متى استحدثتم ابن هذا قال لما كشف الله عنا العذاب قال يونس ائتني بنعجة قال فأتاه بنعجة مسلوبة فمسح يده على بطنها ثم قال لها دري بإذن الله فدرت فاحتلبها يونس فشرب يونس والراعي فقال الراعي إن كان يونس حيا فأنت هو قال أنا يونس فأت قومك فأقرئهم مني السلام قال إن الملك قال من أتاني فأعلمني أنه رأى يونس وجاءني ذلك ببرهان خلعت له ملكي وجعلته مكاني ولحقت بيونس فلا أستطيع أن أبلغه ذلك إلا بحجة فإني أخاف أن يقال لي إنما قلت هذا لقول الملك وطمعت في ملكه وكذبت وليس أحد منا يكذب اليوم كذبة إلا قتلوه وأنت أعظم في أعينهم من ذلك أن أجيئهم بما يكذبوني ويقتلوني قال يونس تشهد لك الشاة التي شربنا منها لبنا وهو مستند إلى صخرة فقال للصخرة اشهدي له قال ابن سمعان إن يونس قال للراعي انطلق إلى قومك فبلغهم عني السلام وأخبرهم أنك قد رأيتني قال فانطلق الراعي فأخبرهم فكذبوه فلما شهدت الصخرة والشاة اجتمعوا فبكوا على ذكر يونس ولم يروه وقالوا للراعي أنت خيرنا وسيدنا حين رأيت يونس فملكوه عليهم وقالوا لا ينبغي أن يكون فينا أحد أرفع منك ولا نعصي لك أمرا بعدما رأيت يونس رسول الله فكان ذلك آخر العهد بيونس قال وملكهم الراعي أربعين سنة | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:50 pm | |
| 22 - توبة قوم نبي من الأنبياء أخبرنا عبد الرحمن بن جامع الفقيه أنا أحمد بن أحمد المتوكلي أنا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن موسى بن الفضل أنا محمد بن عبد الله الصفار أنا ابن أبي الدنيا أنا سعيد بن سنان الحمصي قال أوحى الله عز وجل إلى نبي من الأنبياء إن العذاب حائق بقومك قال فذكر ذلك النبي لقومه وأمرهم أن يخرجوا أفاضلهم فيتوبوا قال فخرجوا فأمرهم أن يخرجوا ثلاثة من أفاضلهم وفدا إلى الله تعالى قال فخرجت الثلاثة أمام القوم قال فقال أحد الثلاثة اللهم إنك أمرتنا في التوراة التي أنزلت على عبدك موسى أن لا ترد السؤال إذا قاموا بأبوابنا وإنا سؤال من سؤالك قمنا بباب من أبوابك فلا ترد سؤالك وقال الثاني اللهم إنك أمرتنا في التوراة التي أنزلت على عبدك موسى أن نعفو عمن ظلمنا وإنا ظلمنا أنفسنا فاعف عنا وقال الثالث اللهم إنك أمرتنا في التوراة التي أنزلت على عبدك موسى أن نعتق أرقاءنا وإنا عبيدك وأرقاؤك قوله فأوجب لنا عتقنا فأوحى الله إلى نبيه أنه قد قبل منهم وعفا عنهم | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:51 pm | |
| ذكر التوابين من آحاد الأمم الماضية 23 - توبة أصحاب الغار أخبرنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق اليوسفي أنا أبو الحسن ابن العلاف أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي أنا أبو بكر محمد بن جعفر السامري ثنا نصر بن داود بن مهران ثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما ثلاثة نفر يمشون إذ أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت عليهم في غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم باب الغار فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالا عملتموها صالحة فادعوه بها فدعوا الله عز وجل فقال بعضهم اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وامرأة وصبيان فكنت أرعى عليهم فإذا رحت إليهم حلبت فبدأت بوالدي أسقيهما قبل بني وإنه نأى بي طلب الشجر فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب فجئت فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما فجعلوا يتضاغون عند قدمي فلم أزل كذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء ففرج الله عز وجل لهم فرجة وقال الآخر اللهم إنه كانت لي ابنة عم فأحببتها كأشد ما يحب الرجل النساء فطلبت إليها نفسها فأبت علي حتى آتيها بمائة دينار فسعيت حتى جمعت مائة دينار فجئتها بها فلما قعدت بين رجليها قالت يا عبد الله اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقمت عنها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ففرج الله لهم فرجة وقال الآخر اللهم إني استأجرت أجيرا فلما قضي عمله قال أعطني حقي فعرضته عليه فتركه ورغب عنه فثمرته حتى اشتريت به بقرا ورعاءها فجاءني بعد حين فقال اتق الله ولا تظلمني حقي فقلت انطلق فخذ تلك ورعاءها فقال اتق الله ولا تستهزئ بي فقلت إني لا أستهزئ بك فخذ تلك البقر ورعاءها فأخذها وذهب فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ما بقي ففرجها له الله عنهم | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:51 pm | |
| 24 - توبة الكفل قال محمد بن جعفر وأخبرنا عبد الرزاق بن منصور الضرير ثنا أسباط بن محمد عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعد مولى طلحة عن ابن عمر قال لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا قال كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت فقال لها ما يبكيك أكرهتك قالت لا ولكن هذا عمل لم أعمله قط قال فلم تفعلين هذا ولم تكوني فعلتيه قط قالت حملتني عليه الحاجة قال فتركها ثم قال اذهبي والدنانير لك ثم قال والله لا يعصي الله الكفل أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه غفر الله للكفل | |
|
| |
ود الموية عضو مميز
عدد الرسائل : 543 الموقع : أنا ضوت أنا ضوت أنا برضو المزاج : شوق شديد & وشوق شديد خالص الاوسمه : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: كتاب التوابين الخميس أبريل 17, 2008 1:53 pm | |
| 26 - توبة القصاب والجارية أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن جامع بن غنيمة بن البنا حدثنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا الحسن بن الصباح ثنا زيد بن الحباب ثنا محمد بن نشيط الهلالي ثنا بكر بن عبد الله المزني أن قصابا ولع بجارية لبعض جيرانه فأرسلها أهلها في حاجة لهم إلى قرية أخرى فتبعها فراودها عن نفسها فقالت لا تفعل لأنا أشد حبا لك منك لي ولكني أخاف الله قال فأنت تخافينه وأنا لا أخافه فرجع تائبا فأصابه العطش حتى كاد ينقطع عنقه فإذا هو برسول لبعض أنبياء بني إسرائيل فسأله قال ما لك قال العطش قال تعال حتى ندعو الله حتى تظلنا سحابة حتى ندخل القرية قال ما لي من عمل قال فأنا أدعو وأمن أنت قال فدعا الرسول وأمن هو فأظلتهم سحابة حتى انتهوا إلى القرية فأخذ القصاب إلى مكانه ومالت السحابة فمالت عليه فرجع الرسول فقال زعمت أن ليس لك عمل وأنا الذي دعوت وأنت الذي أمنت فأظلتنا سحابة ثم تبعتك لتخبرني ما أمرك فأخبره فقال الرسول التائب إلى الله بمكان ليس أحد من الناس بمكانه | |
|
| |
| كتاب التوابين | |
|